بقلم المدون عبد الرحمن بغدادي
متى أقول رأيي ؟؟؟
الكثير من الإخوان الذين يتبنوا فكرة النقد الذاتي العلني ، والذين يريدون تحسين أوضاع الجماعة من خلال هذا النقد العلني والعرض الفكري لآرائهم ، على مدوناتهم ، والذي يمس في بعض الأحيان بعض السياسات الداخلية للجماعة ، والتي كما أرى ( ويرى كثيرون غيري ) أن المدونات والإنترنت ليست بالمكان المناسب لهذا الطرح الفكري ، فهو طرح يمس الشأن الداخلي ، إذا لماذا (ما دام يمس الشأن الذاخلي ) ألا نعالجه داخليا ؟؟
هل حاول أحد منا طرح وجهات نظره وانتقاداته داخليا ووجد انكارا لها ؟؟
هل وجهت انتقاداتك لمسؤولك أو حتى لمسؤول شعبتك أو إلى المرشد بنفسه وكان الجواب ( روح العب قدام بيتكو )؟
هل فكر أحدنا أن ما نفعله ليس إثراءا فكريا للجماعة ، وإنما هو هدم بمعول من الداخل ؟
هل تقبلنا وجهة النظر المخالفة ووزناها بميزان العقل لا التحيز ؟
هل ( قبل عرضنا للنقد ) تفكرنا ، هل هذا يفيد الجماعة أم يضرها ؟؟
أنا لا أوجه كلامي لشخص بعينه ، ولكن هو تذكير مني لإخواني الذين ينتهجون هذا النهج ، وأنا بهذا لا أكمم أفواههم عن طرح أفكارهم ، ولا أقول لهم أن يغضوا الطرف عند رؤية الخطأ
ولكن متى وأين وكيف ؟؟؟
متى هي ما أنا بصدده الآن لأنه لا اختلاف عليها بيننا
وكما يعلم كل أخ أن مذهب الشورى الذي تتخذه الجماعة أصلا من أصولها هو مذهب لا خلاف على صحته
ولكن دعونا نعرج على مرحلة من مراحل الشورى وقبل اتخاذ القرار ، وهي مرحلة المناقشة وتبادل الآراء
وهذه المرحلة هي التي أدعي بأنها مرحلة الإثراء الفكري والتي يحق لكل أخ ( أثناء هذه المرحلة ) أن يقول رأيه بكل صراحة ووضوح ، وحرية ، وأن يدافع عن رأيه بكل قوة
ولكن بعد اتخاذ القرار بالأغلبية
هنا عليه أن يتوقف !!!
بالطبع هذا لم يكن رأيك ( أثناء النقاش
ولكن الآن وبعد اتخاذ القرار عليك أن تدافع عن الرأي المجمع عليه بكل قوة وصرامة ، وكأنه رأيك
لا أن تعرض بوجهك
وتنفس عما بداخلك من غضب ( لعدم لختيار رأيك
على الملأ ، بشتى الصور والوسائل
وأقول بأن ما قلت هو معروف للجميع ولكني أظن أن بعض المشغلات والملهيات أنستنا بعض الثوابت
وعلينا إخوتي ألا ننخدع بالديموقراطية الغربية
هل يقصد أحدنا ( عندما يضرب لنا أمثلة بالديموقراطية الغربية ) أن نطبقها بحذافيرها ، إن الديموقراطية هي من الإسلام بمكان ،
أيام الرسول وحتى إلى ما بعده بزمان
ولكن لنراجع أنفسنا
ولنتذكر أصلنا
ولا ننخدع بظواهر أعدائنا
والله أكبر ولله الحمد
وأقول بأن ما قلت هو معروف للجميع ولكني أظن أن بعض المشغلات والملهيات أنستنا بعض الثوابت
وعلينا إخوتي ألا ننخدع بالديموقراطية الغربية
هل يقصد أحدنا ( عندما يضرب لنا أمثلة بالديموقراطية الغربية ) أن نطبقها بحذافيرها ، إن الديموقراطية هي من الإسلام بمكان ،
أيام الرسول وحتى إلى ما بعده بزمان
ولكن لنراجع أنفسنا
ولنتذكر أصلنا
ولا ننخدع بظواهر أعدائنا
والله أكبر ولله الحمد
4 comments:
والله حضرتك هو فعلا كلامك صحيح
وهو ده فعلا الوقت اللي المفروض تعرض فيه الآراء
مش كل شويه واحد يطلع ويقول اللي هو عايزه في أي حته
وجزاك الله خيرا انت والأستاذ أحمد القبرصي على تصديكوا لهؤلاء الناس الذين لا يعون مصلحة الجماعة
أولا جزاك الله خيرا على الزيارة
ثانيا لا تنس أن هؤلاء الناس هم إخواننا في الله ونحن علينا النصح والتذكير
والله المستعان
جزاك الله خيرا على التذكير ،
وإخواني يعذروني لو كنت تجاوزت
نحن..بين مؤيد لثقافة النقد وناقد للثقافة
في الأشهر القليلة الماضية ، سمعنا عن الضجة التي حدثت بسبب الكتابات النقدية من بعض مدوني شباب الإخوان ، وفي الواقع أرى ردود الأفعال الإخوانية كانت متفاوتة ، بين مؤيد لهذا النقد ، وآخر رافض ومستنكر له ، وثالث يقف على استحياء لا ينتمي لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء .
وبعد تفكير عميق قررت الكتابة عن هذا الموضوع ، وقبل أن أبدأ .. أرى ضرورة لتوضيح عنوان التدوينة ..
نحن : المنتمين لجماعة الإخوان .
مؤيد لثقافة النقد : مؤيد للنقد العلني البناء .
وناقد للثقافة : ناقد لثقافة النقد (ناقد لوجود نقد علني) .
القسم الأول : مؤيد لثقافة النقد :
لايعدو الناقد أن يكون واحداً من تلك الحالات :
1- النقد للنقد ، بمعنى أنه ينقد الآخر لمجرد أنه يحب أن يكون مختلفاً معه ، وهذا الصنف من الناس تتحول عنده ثقافة النقد من كونها وسيلة - لغرض الإصلاح والتطوير - إلى غاية وفقط .
2- النقد بغرض اضعاف الشخص المقابل والتمكن منه ، وإلحاق الضرر به ، وهز ثقته في نفسه ، فالناقد في هذه الحالة يقوم بتسليط الضوء على بعض السلبيات في كيان ما ، و بالبلدي كده ( يعمل من الحبة قبة ) ، فتثار الشبهات والنقاشات ، وأرى أن هذا النوع من النقد هو النوع الغالب الذي نتعرض له كجماعة من قبل المعاديين لنا ولفكرنا .
3- النقد بدون علم ، أي التعرض لنقد فكرة معينة دون الإلمام الكامل بمعطياتها وحيثياتها ، وقد يكون بسبب نقص الخبرة .
4- النقد البنّاء ، وهو النقد المطلوب الذي يتم فيه الالتزام بضوابط النقد ومن ضوابط النقد ماهو عام ومعلوم وعلى سبيل المثال ( المصداقية - الحيادية - الإلمام الكامل بالفكرة المنتقدة - .... الخ ) ومنها ماهو ضوابط خاصة وهي تختلف من كيان لآخر ومن جماعة لأخرى .
وبناءاً على ماسبق ، أرى أن شباب الإخوان ينقسمون في نقدهم إلى أحد الأنواع التالية :
1- النقد للنقد
وأحزن كثيراً عندما أجد نسبة الشباب الذي ينقد ليعلو الموجة السائدة ، ويبدو ذلك واضحاً عندما نتصفح بعض المدونات لنراها نسخة طبق الأصل لجعجة لا أصل لها ، سوى أنها مواكبة للموضة ، ولهذا يصبح رأيي في هذه الحالة بأن هؤلاء إنما يحتاجون لوقفة مع أنفسهم ، وتجديد لنياتهم قبل أي طرح ، وغالبا ما تكون هذه النسبة من الشباب إما من المنضمين حديثاً للإخوان .
2- النقد بدون علم
أما بالنسبة لهذا الصنف الذي ينقد بدون علم ، فهو ملحوظ أيضاً لمن يتصفح المدونات ، عندما تجد أشخاصا ينقدون - مثلاً - واقعاً يزعمون بأنه موجود داخل الجماعة وتقوم الدنيا ولا تقعد ، ويصبح هذا الأمر موضة الحديث على المدونات المختلفة ، ومع الأسف يكون هذا النقد ينتقص لعنصر الخبرة أو الجهل من هؤلاء النقّاد لتنظيم الجماعة وسياساتها وتوجهاتها .
3- النقد البناء
أما الصنف الأخير والذي أرفع له القبعة احتراماً وتقديراً ، أرى بأنه ينقسم إلى قسمين :
أولاً: قسم أحسن اختيار الهدف وأخطأ الوسيلة :
فهو قد أحسن اختيار هدفه ، والتزم بضوابط النقد البناء ، إلى أنه أغفل أمراً هاماً وهي الوسيلة التي اتبعها لعرض وجهة نظره ، فمن البديهي أن تكون هناك أمور عامة لابئس إن تمت مناقشتها على الملئ أو في المدونات ، وعلى سبيل المثال : المقالات التي تنشر لكثير من الاخوان والتي تناقش فكرة الفصل بين العمل السياسي والدعوي ، أو تلك التي تنقد الشعار وترى وجهة نظر أخرى ... الخ
لكن أن تخطأ وسيلة العرض في النقد فيختلط الحابل بالنابل ولايتم التفريق بين أمور تنظيمية لها أولوية النقاش الداخلي بدلاً من النقاش العلني الخارجي تصبح هذه هي الوسيلة الخاطئة التي اخطأ الناقد إن اتبعها .
ثانياً: قسم أحسن اختيار الهدف وأحسن الوسيلة :
وهو الذي ميَّز بين الغسيل الذي يمكن نشره للعلن ، وبين الآخر الذي يجب نشره في الداخل ، فاتبع الوسائل الصحيحة في عرض فكرته وفقاً للوائح المتبعة داخل الكيان التابع لها .
القسم الثاني : ناقد لثقافة النقد
بداية أنا لم أشعر يوماً أن جماعة الإخوان المسلمين تتبع سياسة تجريم النقد مع أفرادها ، بل على العكس كانت ولازالت مشجعة لنا ودافعاً لنا على مواصلة العطاء في شتى المجالات ومختلف الطرائق ، لم يحدث يوماً أن اتبعت سياسة الكبت والحجر على الأفكار ، وإنما تأتي بعض التصرفات الفردية من بعض أفرادها الذين يخطئون عندما يظنون أن مجرد النقد العلني يعتبر جريمة كبرى ، وهذا الكلام عكس ما ذُكر على لسان فضيلة المرشد ، الذي لم يرفض النقد العلني البنّاء الهادف ( في حواره على قناة الحوار )
وحقيقة أعتب على تلك الفئة عندما يخطئون في نظرتهم للنقد ، فتبيت عندهم ثقافة النقد مجرَّمة ، وتنقلب عندهم ( الثوابت والمتغيرات ) إلى ( ثوابت وثابتات ) فتتحول بذلك نظرتهم - وبدون قصد منهم - إلى تلك النظرة التي لا تتعدى أخمص القدمين في الوقت الذي نحتاج فيه إلى تلك النظرة التي يطلق لها صاحبها العنان فتسبح لتعانق السحاب ، فتتكون النظرة الثاقبة والرؤية الواضحة ، فينتج النجاح والتطوير .
وأعتقد بأن الشخص أو الجماعة أو أي كيان إذا اعتبر أن ثقافة النقد تعتبر أمراً خطيراً من شئنه التأثير في صلابة بنيانه إنما هو بذلك يكشف نفسه ويرفع ثوبه ليكشف للرائي أنه كيان هش وضعيف ، وأرى أن الذي يتبع تلك السياسة فهو بذلك ينغلق على نفسه ويضع نفسه في قمقم قد لا يفيق حتى يقع به .
ولهذه الفئة أهدي إليهم جزئاً من كلام أستاذنا العلامة الدكتور - محمد أحمد الراشد حين ذكر في كتاب المسار ما يخص هذه النقطة قائلاً ( إن البعض ينظر بمنظار ساذج، ويوجب أن تكون القيادة مصونة وكأنها ذات قدسية، ولذلك يبعدها عن الاجتهاد ومسببات النقد، وما ذاك بصواب، ولسنا نعرف طبائع الملوك، بل علينا أن نفهم أن القائد يخطئ ويصيب، وأن عدوله عن الخطأ هو في ذاته أرفع سمو وأعلاه، وأن يكون ذلك من البديهيات الشائعة التي تضبط ردود الفعل النفسية فينا عند إقرار قائد بخطئه إذ لو جاء من الناقدين له يقود لوقع في خطأ آخر، وذلك ديدن البشر) .
وأخيراً تبقى كلمة .. أوجهها إلى المدونين المتبعين لثقافة " النقد البناء " وهي نصيحة لنفسي قبل أن تكون لهم :
1- نحن قبل أي شيء جماعة تربوية ، فأي نقد بناء نسعى من وراءه إلى أي تغيير ، لابد وأن يكون هذا التغيير تغييراً تربوياً في المقام الأول .
2- لنحذر أحبتي من أن نتحول إلى مجرّد نقاد حتى لو كان نقداً بناءاً ، فننشغل بهذا الواجب ، وننسى أولويات وواجبات أخرى تجاه دعوتنا .
3- أنصح جميع المدونين بقراءة ماكتبه أستاذنا الفاضل د. أحمد عبدالعاطي والتي هي بعنوان " رسالة إلى تلاميذ البنا" على هذا الرابط .
http://ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=32163&SecID=391
اللهم اجعل أعمالنا صالحة ، ولوجهك الكريم خالصة ، ولاتجعل للهوى ولا للنفس ولا للشيطان منها شيئاً ، وتقبلها بقبول حسن يرضيك عنا .
تقبل الله منا منكم .
نقلا عن مدونة - الحياة كلمة
http://kelmh.blogspot.com/2007/12/blog-post_23.html
Post a Comment