Tuesday, September 30, 2008

و ما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد





منذ مئات السنين كان يوجد سلطان جائر محصن بالسحرة و الجنود الغلاظ الشداد أراد أن يعبده شعبه من دون الله فلما قامت دعوة التوحيد على يد غلام تربى على يد راهب ناسك علمه أن الله واحد لا شريك له و علمه أن ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن و علمه أن مقادير الكون بيد الله و أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و أن ما أخطئه لم يكن ليصيبه و أن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها و أجلها و أن النصر مع الصبر و أن للحق شهداء.

صدع الغلام بدعوة الحق فحورب و حورب أتباعه و لا لشيء إلا لعبادتهم الله من دون الملك الأحمق

و قتل الملك الغلام بعد محاولات عديدة لم تفلح لأن الأمر ليس بيده و لكنه بيد الله الواحد القهار.ـ

قتله بالطريقة التي دله عليها الغلام حين قال (إنك لست بقاتلي حتى تجمع الناس في صعيد واحد ثم تأخذ سهما من كنانتي ثم تقول بسم الله رب الغلام فترميني بالسهم ) ففعلها الملك الأحمق بكل غباء و تكبر و تحذلق و غرور لم يسبقه فيه إلا غباء فرعون حين عبر اليم بجيشه وراء موسى و قومه ظانا منه أن أنه ناجي مثل موسى.ـ

المهم رمى الملك الأحمق و مات الغلام و أمن الناس و قال أحد وزراء الملك النابهين الذين لم ينفعهم نباهتهم (أرئيت هذا و الله ما كنت تحظر لقد أمن الناس برب الغلام )ـ

و وقع الملك الأحمق في حيرة ماذا يفعل و قد أمن أغلب الشعب بالله الواحد و رفضوا عبادته فما كان منه إلا أنه أمر بالأخاديد فحفرت و أضرمت فيها النيران و أمر جنوده الأغبياء الذين رأوا بأعينهم أن الملك لا حول له و لا قوة في قتل الغلام و أن الله موجود وقادر و أن الملك غبي و عاجز و برغم ذلك ينفذون أوامره مهما تكن فأمرهم الملك بألقاء كل من يشهد أن ربه هوالله رب الغلام و ليس الملك الأحمق.ـ



و ألقي في النار كل من أمن أن الله هو وحده المستحق للعبادة بغير ذنب منهم إلا أنهم أمنوا بالله و كفروا بالأحمق



و جاء بعد ذلك القرأن الكريم يقص القصص لقوم يعقلون مخلدا قصة الغلام و الأحمق و الشعب الذي ضحى من أجل إيمانه و في سبيل حماية عقيدته



{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ(1)وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ(2)وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ(3)قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ(4)النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ(5)إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ(6)وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ(7)وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ(8)الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(9)}.


و تتكرر القصة في زماننا مرات و مرات و كل ملك أو رئيس أحمق يراد أن تطاع أوامره من دون الله و إن خالف مراده مراد الله أمر بتنفيذ مراده.ـ


و من خالفه و أراد أن يعارضه في مراده و يطيع مراد الله فالأخدود في إنتظاره و السجن و الضرب و السحل من مصيره



حكايتي اليوم مكررة

مدرسة إسلامية فخر للتعليم المصري أحدث التجهيزات و المعامل و الأجهزة و المدرسين لذين يربون قبل أن يعلمون يغرسون القيم و الدين و حب العلم و إحترام الكبير في زمن قل من يغرس فيه هذه المباديء

و كعاده كل الفراعين يصدر الأمر بالهدم لا لسبب غير(و ما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد

وتبنى المدرسة مرة أخرى و تتجدد الروح فيها فيصدر الأمر بالإغلاق لا لسبب إلا ( و ما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد



يعترض أولياء الأمور فيأمر الفرعون الطاغية بحفر الأخاديد و إلقاء فيها كل من تسول له نفسه الإعتراض على أمر الملك الأحمق المخالف لكل عرف و دين و حق في الحياة



و حصيلة الأخدود هذه المرة ولي أمر مهندس بشركة بترول أب لخمسة أبناء أصبح قعيد بعد أن ضرب و تكسرت فقرات عنقه.ـ



و عدد من المعتقلين

أحدهم محمد داود الشاب المتدين , القارئ للقرأن , الذي يؤم الناس في صلاة التراويح و التهجد , المتفوق في دراسته للهندسة بالجامعه الألمانية , الهاوي للصحافة و التصوير , والمراسل لموقع الجزيرة توك , والمدون الذي لم يتجاوز عمره عشرون عاما و برغم صغر سنه خرج حاملا كاميرته ليصور الأحداث حول المدرسة و يصور أولياء الأمور و معاناتهم ورجال الشرطة المصرية الذين أصبحوا نسخا من جنود الملك في قصة أصحاب الأخدود يعرفون الحق و يحرقونه في نفس الوقت

و لكن كيف له أن يخرج و يخالف مراد الملك يجب أن يكون مصيره الأخدود و في لمح البصر تم القبض عليه و أقتياده لجهه غير معلومة ثم تأمر النيابة بالإفراج عنه ثم أمر إعتقال ثم بعد عشرة أيام يعرف أهله لأول مرة مكانه إنه في معتقل وادي النطرون



لا لسبب ألا أن مراده المشروع من قبل الله , مخالف لمراد الملك

محمد معتقل من يوم 23 رمضان و ها هو يستقبل العيد المبارك بملابس الحبس الإحتياطي البيضاءيرقد و زملائه خلف القضبان بأمر النظام وبغير سبب إلا ( و ما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد)ـ



أخي محمد أصبر و أحتسب و أعلم أن الله مع الصابرين و قد سبقك للحبس سيدنا يوسف فما وهن

أنا أعلم صغر سنك لكنك رجل بألف رجل
ليت كل شاب في بلادي يكون مثلك لا ترهبه جحافل الباطل الزائل و لا يخشى فى الحق لومة لائم


محمد هذا أول عيد نقضيه بدونك و لكن هذا مراد الله و سننه في الكون أن تقدم تتضحيات في الدنيا لتنال الجنان في الأخرة

محمد لو عقل حابسوك ما يفعلون لكانوا أسبق الناس لأسرضائك و لكنني أقسم بالله أنهم كالأنعام بل هم أضل

و قد قال الله تعالى في أمثالهم

ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل..أولئك هم الغافلون


محمد قلوبنا معك....................................................


***********تكملة**********


في أول أيام عيد الفطر المبارك يوم الجائزة و بعد صلاه العيد مباشرة أنطلقت الى معتقل وادي النطرون

و بعد سير مسافة على الأقدام و التفتيش الذاتي دخلت معتقل وادي النطرون



و وجدت هناك أسر كثيرة قد سبقتني كأنهم باتوا أمام أبواب السجن

الأبتسامة تعلوا وجوه جميع الأخوة و جميع الأسر التي جائت للزيارة

سألت عن سبب أعتقال بعضهم

خمس أخوة متهمين بسرقة مصحف من مسجد

أثنان بالتعدي على إمام مسجد

و محمد و حسام الوكيل الصفحي بالدستور لأتهامهم بالتصوير
.

أه والله دي تهم أغلب معتقلي الأخوان في معتقل وادي النطرون

المهم وجدت نفسي أمام محمد لأول مرة بعد القبض عليه و وجدته بطوله الفارع و عيناه اللتين تنطقان بالذكاء يجلس بين أسرته و الأبتسامة المطمئنة لا تفارق وجهه صابرا محتسبا بل قل إن شئت فرحا ممتنا كحال كل الأخوة الأخرين جلست معه و أستمعت إليه و تفقدت أحواله و أحوال إخوانه

و بدأت الأسر في جو يشبه أجواء المتنزهات تتناول طعام اللإفطار مع أقاربهم الذين يقبعون خلف الأسوار لا لشئ إلا( وما نقموا منهم إلا أن يأمنوا بالله العزيز الحميد)ـ

المهم محمد في أحسن حال و سيظل بأذن ربه في أحسن حال و سيخرج للنور إنشاء الله فلا نامت أعين الجبناء

و حسبنا الله و نعم الوكيل نعم المولى و نعم النصير

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٤) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (٥) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (٦) صدق الله العظيم