Friday, August 22, 2008

أنفاق العزة

في يوم الجمعه صباحا جلست في عملي أتصفح الجرائد

و قرأت خبر كثيرا ما قرأته و لكنه كان وقعه في نفسي غير كل مرة

الخبر يقول

"ـ"التحفظ على نصف طن متفجرات بعد ضبطها في مخبأ حدودي مع غزة


الخبر عادي جدا و مكرر جدا جدا


و لكنني لسبب لا أعرفه وجدت نفسي أتخيل موقفي لو كنت أحد أطراف الموضوع المباشرين


تخيلت نفسي فلسطيني من حماس

أخترت حب الشهادة و الموت بعزة في سبيل الله و أقطتعت من قوتي أنا و أولادي لأشتري به هذه التفجرات و أدفع مبالغ طائلة لأنقلها عبر الحدود و أجهز بها حزام ناسف أفجر به نفسي في وجه اليهود الغاصبين للأرض و الكرامة و أدافع وحدي عن الأرض المطالب كل المسلمين بالموت من أجلها

فأجد أخواني المسلمين و جيراني المصريين يقفون ضدي و ضد مراد الله في الجهاد و المقاومة

يالها من حسرة أن تكون الخيانة من أقرب الأقربين

وأجد نفسي قائلا لباقي أخواني المجاهدين

أسف أخواني العملية الإستشهادية لن تتم لتعذر وصول المتفجرات


و تخيلت نفسي مصدر للشرطة

علمت بوجود المتفجرات فذهبت و أبلغت بها الضباط و كل أملي أن أفوز برضاهم و أن يتغاضوا عن أفعالي و أكون عندهم من المقربين

و عند قرائتي للخبر سأشعر بالفرحة فأنا من أبلغت بوجود المتفجرات و عثرت عليها الشرطة

أنا البطل أنا المقدام أنا والي عكة أنا من سيكون مصيري مزبلة التاريخ أنا من سيلعنني أجيال و أجيال من أبناء المسلمين


تخيلت نفسي ضابطا من المنفذين لعملية الضبط

ملتزما أعرف الحق من الباطل و لكنني ضعيف أمام نفسي

أعرف عظم قدر الفسطينيين و عظم قدر الجهاد و أجر المجاهد و الشهيد أعرف معنى الوطن السليب و اليهودي العميل

ولكنني لم أبلغ درجة من الإيمان بالله أن أقول لا و فضلت أن أكون عبد المأمور بدلا من أن أكون عبدا خالصا لله

أقرأ كل مرة الخبر مجددا في الجريدة فأقول لنفسي ليت المصدر لم يبلغني ليته كان قد أبلغني سرا فكنت أقول له لا تقل لأحد و كتمت سر المتفجرات بدلا من مصادرتها و كانت تصل لمستحقيها الذين يحسنون استغلالها

يا ليتني كنت أعمل أي عمل أخر محامي أو مهندس حتى لا أكون أنا السبب في أحباط الخير


تخيلت نفسي ضابط منفذ لعملية الضبط

لا أعرف من الدنيا غير أوامر رؤسائي و المعلومات الواردة في جريدة الأهرام

حماس أرهابيين و اليهود أصدقاء و الفسطينيين عملاء و باعوا أرضهم لليهود ومصر يجب ان تحافظ على أمنها العام وسيادتها

أنا وطني أنا وطني أنا وطني


تخيلت نفسي جندي من المنفذين لعملية الضبط

جدي لأمي فلسطيني كان يحكي لي و أنا صغير عن بطولات الفلسطينيين و الأخوان في مواجهة الأحتلال و يغرز في نفسي أن أكون مجاهدا أدافع عن الأرض و العرض و لكني منذ تم تجنيدي لم أحارب يهودي واحد فكل ما أقوم به تارة أحبط محاولات أخوالي في نقل السلاح ليدافعوا عن أنفسهم و تارة أقف حراسة في الشارع لمرور موكب كبار زعماء اليهود عند أستضافتهم من قبل الأخ الصديق الرئيس و تارة أقف حراسة على متاريس سدت بها الشوارع لحماية سفارة اليهود و في بعض الأحيان يستعينوا بي في محاصرة منزل رجل مشلول رباعيا من الأخوان المسلمين للقبض عليه بتهمة جمع التبرعات للفلسطينيين

لعنة الله على التجنيد عموما تبقى شهر و نصف على أنتهاء فترة تجنيدي و بعده أستغفر الله على ذنوبي و أقف أمام قبر جدي أبكي و أعاهده على الجهاد و عدم نصرة الاعداء مرة أخرى و لكن هل سيسامحني جدي


تخيلت نفسي مجموعة من المجندين المنفذين للعملية

لا نعرف شيئا مما يدور حولنا الضابط يقول و نحن ننفذ لا نعلم طبيعة المهمة حلال أو حرام لا يهم فبعضنا يصلى ولا يعلم لماذا يصلى و بعضنا لا يعلم حتى كيفية الطهارة و لم يصادف من يحفظه سورة الفاتحة


تخيلت نفسي رجل من عامة شعب غزة

أتمتم بيني و بين نفسي : المصريون لا يرحموا ولا يسيبوا رحمة ربنا تنزل بدلا من مساعدتنا بالمال و السلاح والغذاء والدواء و التغطية السياسية أو حتى يداووا جرحانا أو حتى يسمحوا بمرور قوافل الإغاثة التي تصلنا من أماكن أخرى

نجدهم يتعقبوا المواد الأساسية لمواجهة المحتل و يصادرونها

و أرفع يدي الى السماء و أقول اللهم من نصرنا و الإسلام و المسلمين فأنصره

و من خذلنا و خذل الإسلام و المسلمين فخذه


و تخيلت نفسي رجل من عامة شعب مصر

يئست من حال البلد و الأمة و لا أملك من قراري شيء لم أختار رئيسي ولا وريثه و لا عضو مجلس الشعب عن دائرتي ولا عضو المجلس المحلي لو حدث لي مكروه أخاف أن أذهب لقسم الشرطة محدش عارف ممكن يخرج منه على قثدميه ولا محمول على الأعناق . عذرا أهل غزة عذرا أهل العزة لا أملك من أمري شيئا حتى أملك لكم نفع أو ضر



تخيلات وتخيلات و تخيلات كثيرة عصفت بذهني هذا الصباح

أيقظتها داخلي صور أنفاق العزة الموصلة لغزة

و أيادي الخسة الموصلة لتل أبيب

سواء بقصد أو بجهل أوبخوف أو بجبن أو بتكبير مخ أو بتخاذل


أعوذ بك ربي أن أكون من الظالمين أو من أعوانهم بقصد أو بجهل
ترى هل أخطأت في تخيلاتي ..؟؟؟.. هل ظلمت طرف من الأطراف ؟؟؟
هل تجنيت على طرف من الأطراف أو غبنت طرف حقه ؟؟؟؟

2 comments:

Ahmed Al khashab said...

السلام عليكم
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع
و تخيلت نفسى حاكم يمنع الموار و السلح عن المسلمين و يدعم اليهود بالغاز
جزاك الله خيرا و وفقك و وفقنا الله إلى خير ما يرضاه
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
---
الأن على مدونة خشاب
khashab.blogspot.com
أنا إخوان ... أنا أشرب كوكاكولا

Anonymous said...

المهم العقيدة الصحيحة مت مسلما ولا تبالي كثير من الجماعات يحرضون على القتال وعقيدتهم التجسيم و ينسبون لله المكان وهذا ضلال تراهم عندما يموتون تشمئز من رائحتهم الكريهة اما الشهيد رائحته زكية يفوح منه المسك حسبنا الله و نعم الوكيل