بقلم د . أحمد عبد العاطي
وصلتني عدة رسائل خلال الفترة الماضية من خلال الأصدقاء
وبعض المدونين من شباب الإخوان
ولاحظت أيضا من
خلال متابعاتي للمواقع الالكترونية والمدونات
ما يحاول أن يصوره البعض أنه حالة من التدافع غير الصحي بين
قيادة الإخوان
وشباب الإخوان من المدونين
ولأني أعرف كلا الطرفين وعايشتهم واطلعت علي عدد من الحوادث الشبيهه
سأحاول مجتهدا أن أوضح بعض النقاط وأفتح حالة من الحوار الصحي
لمزيد من إثراء التجربةوقبل الإبحار في الموضوع أضع بعض المحددات
مثل:أن كلامي هذا وآرائي كلها تأتي من منطلق شخصي بحت دون طلب من أي من الطرفين مجال النقاش
أنني سأتوجه بحديثي أولا إلي القيادة من منطلق أنها الأكبر والأعمق والأصبر والأحرص علي النجاح
ثم سأتحدث إلي
إخواني من شباب المدونين
في ذات الفقرة لأني وجدت أن توجيه الرسالة لكل طرف علي حده قد يكون أكثر إثارة في
النقاش لكنه أقل موضوعية في الطرح وربما يخلق مزيدا من الجدل حول الموضوع
أنني مع كل جديد بما لا يمس الثوابت ولا يؤثر سلبا علي كيان الجماعة ورسالتها
أنني أرفض فكرة أن الأمر بين طرفين أو أن هناك أزمة حوار داخلي
لأن هذا في الحقيقة من صنع الإعلام المثير الباحث عن التشويق
بغض النظر عن انعكاسات هذا علي أطراف الموضوع
البداية المتأخرة
هذا هو الوصف الأدق الذي أجده لإقدام الجماعة علي اقتناء وتوظيف التقنيات الحديثة
وهذا من وجهة نظري عيب يجب أن نلتفت
إليه فبرغم توجهاتنا الدائمة بأهمية التغيير والتطوير واستحداث الوسائل
والبرامج وتشجيع المواهب إلا أن الفارق بين النظرية والتطبيق واضحوأدلل علي ذلك ب :
1
للآن لم نكون لجنة ولا مؤسسة متخصصة في اكتشاف وتأهيل وتوظيف الموهوبين رغم أن كل خططنا منذ عرفت هذه
الدعوة المباركة تدعو إلي ذلك ولكن يقف الأمر عند حدود التوجه أو التجارب الفردية أو الميكرومحلية وما يلبث أن يتوقف ويفشل لأن هذه العملية تحتاج إلي عقول وأموال وبرامج ومؤسسات ترعاها وتنجحها
2
دخولنا إلي عالم الفضائيات ما زال محدودا وقاصرا علي بعض المشاركات أو الاستضافات أو توجيه الآخر وكله جيد إلا
أن وجود كيان خاص بنا في صورة قناة أو باقة من القنوات نستطيع من خلالها إحداث التربية المجتمعية وخطاب عموم
الناس وتجييش الرأي العام تجاه القضايا المصيرية والهامة لتحقيق نجاحات وعلي التوازي تدريب كوادرنا وإبراز
رموزنا لهو من الأمور بالغة الأهمية وأظن أنه لا مجال الآن للتقاعس والتحجج بضعف الموارد البشرية والمادية أو
الملاحقات الأمنية لأن الفضاء أوسع مما نتخيل والكفاءات والامكانات موجودة وتحتاج التوجيه وإن الحزن ليعترينا
عندما نشاهد السحرة والدجالين والمبشرين والهلاسين ومن جانب آخر إخواننا تحت الاحتلال في فلسطين والعراق لهم قنواتهم ويقدمون برامجهم ونحن نكتفي بدور المشاهدين!!! ؟؟
3
الدخول المتأخر لعالم المواقع الالكترونية ثم ضبابية الرؤية أحيانا لدي بعض المواقع التي بدأت في الانتشار مؤخرا
بمعني هل الموقع يعرف مستهدفاته بدقة ويعمل طبقا لاولوياتها أم أن سياسته التحريرية تسير وفق توجيهات وضوابط بعض المسئولين وربما يكونوا من غير المشتغلين أو المتخصصين في العمل الإعلامي
- وهذا عيب خطير فهناك فارق بين المشاركة في وضع التوجهات واعتماد السياسات والضوابط وبين إدارة المؤسسة المتخصصة - وسأطرح هنا عدة تساؤلات وأمثلة حول بعض المواقع
هل موقع إخوان أون لاين وهو يمثل الموقع الرسمي للجماعة
هو موقع شارح لرسالة الجماعة
وأهدافها للصف وللباحثين والمثقفين؟
أم هو موقع إخباري للتعريف بالأحداث الداخلية للجماعة ؟
وهل هو موقع خاص
بإخوان مصر
أم أن جزء من استراتيجياته وأهدافه الحركة الإسلامية العالمية وما هو الوزن النسبي لذلك؟
هل الموقع يواكب الأحداث والأخبار بالمعدل المطلوب والسرعة المقبولة ؟
وهل تعامله مع الأخبار انتقائي أم حرفي؟
وهل هو موقع لأخبار الاعتقالات فحسب ؟
وما الفارق بينه وبين مواقع المحافظات أو المدن وربما القري؟
هل للموقع مراسلون منتشرون لتغطية الأحداث والأخبار أم أن اعتماده الأكبر علي بعض التقارير التي تأتيه من المحافظات في شكل إداري قد يفتقد أحيانا للحس الصحفي ؟
من هم كتاب الموقع ؟
وهل لهم جمهور من القراء؟
أم أن كل من تأتيه خواطر أو يتعرض
لمواقف تحدث به انفعالا فيكتب أمرا ويرسله للنشر
فيطل علي جمهور الموقع علي فترات متباعدة غير منتظمة وبأسلوب غير احترافي؟
وبالتبعية المواقع الصديقة لإخوان أون لاين من مواقع المحافظات
والتي أحيانا يتعجب الواحد منها حين يدخلها حيث لا سمت محلي يعالج قضايا المحافظة
ولا أخبار أو تحقيقات تمس المواطن الذي هو من المفترض محور اهتمامها وحديثها
وانما مجموعة من الأخبار المكررة المنقولة عن الموقع الرسمي أو بعض المواقع الإخبارية
مع بعض المقالات المنشورة في صحف أو مواقع اخري؟
فهل هذا هو الإعلام المحلي!!!!؟
المدونون حالة تستحق الدراسة والوقوف طويلا
نعم لأنها تمثل حالة نجاح
برغم ما قد يراه البعض تجاوزا
وذلك للأسباب التالية
استطاع الشباب الموهوب والملئ بالمشاعر والآراء أن ينقل ما بداخله
ويعبر عنه دون قيود
وهذا من أولي الخطوات علي طريق التميزأنهم استطاعوا جذب
أعداد ونوعيات من العامة وخاصة المثقفين حول طرحهم ونقاشاتهم
أنهم كشفوا جزء من الداخل الإخواني الذي ظل طويلا يخاله البعض أسرارا عسكرية
يجب عدم البوح بها وبالتالي يبقي
الإخوان كأفراد
معروفون وموثوق فيهم ولكن الدعوة ومحتواها وأفكارها حولها علامات استفهام وغموض؟؟؟
أنهم صنعوا مبادرة وريادة أحسب أنها لم تتوفر لمعظم المجالات التي دخلنا فيها بعد الكثيرين
من الملتزمين وغير الملتزمين
أنهم استطاعوا نقل قضايا هامة للدعوة إلي العامة
ونجحوا فيما فشلت فيه بعض وسائلنا الأخري والدليل علي ذلك
(إثارة قضايا الفساد والتعذيب والمحاكمات العسكرية والاعتقالات لقيادات الإخوان )
ومثال لذلك
أنها أوضحت أصالة الانتماء لدي الشباب ومرونته وقابليته للاستماع والاعتراف بالخطأ والاعتذار
بغض النظر عن انتقاده أو عدم رضاه عن جزء من الطرح المبدئي لبرنامج حزب الإخوان
أو ما جاء علي لسان إسلام لطفي في ذات السياق
وكما أن لكل مبادرة ايجابيات فأيضا لها سلبيات مثل
:التجاوزات غير اللائقة في بعض الحوارات والتعليقات
وخاصة تجريح الأشخاص والهيئات
عدم الدقة في اختيار بعض الألفاظ والتعبيرات بما يحمل أكثر من معني
ويترك أحيانا القارئ في حيرة أو يستنفذ جهده في مناقشة أمر غير مقصود
ويتبع بتوضيح
البحث أحيانا عن عناوين التشويق والإثارة دون الاهتمام بالمضمون
تجاهل الرد علي المعلقين وانقطاع التواصل الذي هو من أولويات التدوين
لن أعيش في ثوب شيخي أو قائدي
مقولة تكرر معناها كثيرا
ويحاول البعض أن يروج لفكرة الانفصام
وليس التنوع بين أجيال الدعوة والانشقاق وليس
الاختلاف في الرأي والتحاور حوله
وأنا أحسب أن الإخوان كقيادة تستوعب هذا جيدا
من منطلق خبراتها وتجاربها أن
اختلاف الأجيال في الميول والاتجاهات والقدرات
هو سلاح ذو حدين
يجب حسن توظيفه وعدم الضيق به والغضب عليه
وتوجيهه نحو النافع
وأن شباب الدعوة كأبناء القيادة من المشايخ والدعاة لهم شخصياتهم المستقلة
وربما يتميزون علي أبنائهم الأصليين بانتمائهم للدعوة
ورفض الابناء لذلك وبالتالي هم يحتاجون إلي التوجيه والاحتضان والتشجيع
أكثر مما يحتاجون للنقد أو الغضب أو الاتهام بأنهم مكون مختلف
- بمعني الاتجاه نحو الأسوأ
-وأنا تحديدا لا أخاف من هذه الناحية ومن جيل الشيوخ في الاخوان
بقدر ما يقلقني بعض المسئولين التقليديين والذين لا
يملكون لا الموهبة ولا القدرة علي تشجيع الموهوبين
ولا تحمل أن يري من دونه يمتلك من القدرات والكفاءات والقبول والتواصل أكثر مما يملكه
هو نفسه
رغم أن هذا معني تربوي سام تربينا عليه وان كنا لا ندع القدرة علي تطبيقه بأمانه
وهو ( كيف تربي أخوك ليكون أفضل منك
همسات في أذن الشباب
امضوا علي درب التميز
سواء بالتدوين أو بغيره من الوسائل الناجحة
حافظوا علي التوازن بين الأصالة والتطور
بين العبادة والتجرد والإخلاص والانطلاق منهم للمزيد من الفعالية والتأثير
ثقوا أن قيادة الدعوة بخير وحريصة علي تنمية الموهبة
ولا تسمعوا لتعميمات البعض أو أخطاء الآخرين
فرقوا بين النقد المهذب للتطوير والتطاول والتجريح للتخريب
فرقوا بين السكوت عن الأخطاء والاصرار علي تصويبها
و المكان والزمان الأمثل لطرح الفكرة
تحملوا مسئوليتكم كاملة تجاه الدعوة
و احملوا مشروعها بكل قوة
وأخيرا أدعو الله أن يكون ما كتبت بداية لانطلاقة علي عدة محاور
1
مبادرة القيادة بصياغة وتنفيذ مشروع للتعامل مع الموهوبين
2
اسراع القيادة في تدشين المشروع الاعلامي الذي نطمح فيه
3
فتح الحوار حول قضايا الشباب والتعامل معها
كتبها د . أحمد عبد العاطي
من هو د . أحمد عبد العاطي
هذه المدونه نقلتها حرفيا
بعد أن أرسلها الي أخي و بلدياتي
د-مصطفى النجار
حيث وجدتها مدونه رائعه
خالية من التعصب
و تصب في مصلحه النقاش
و فيها توصيه هامه جدا
لأخواننا في أمواج التغيير
حيث قال لهم أستاذنا و أستاذهم
ما بحت به حناجرنا من قوله لهم
فرقوا بين السكوت على الأخطاء و الاصرار على تصويبها
و الزمان و المكان الأمثل لطرح الفكرة
و أني أرجوا من الله تعالى أن ينفذ هذا الكلام الى قلوبهم
أخوكم في الله أحمد القبرصي